بسم الله الرحمن الرحيم

أنتِ داعية في أي مكان !



الدعوة إلى الله جل وعلا من أعظم الأمور التي يجب على المرأة العناية بها ورعايتها، خاصة في هذا العصر الذي طغت فيه الفتن وتجاوزت الحد وابتعد كثير من الناس عن الدين الصحيح وانفتحوا على الغرب بما فيه من انحرافات وفساد في العقيدة والأخلاق ,

لذا فإن دور المرأة في الدعوة دور عظيم وجدير بالمرأة المسلمة العناية به والحرص عليه، إذ أن المرأة أدرى وأعرف بنفسيات النساء ، وبالتالي تستطيع الوصول إليهن بسهولة ويسر, ويكون عادة تأثيرها أنفع إذا استخدمت الوسائل المعينة على جعلها داعية ناجحة ولدعوتها أثر عظيم ..
المرأة لها دور فعال وهام فهي تشارك في البناء الإنساني ابتداءً من أسرتها, وقد صدق القائل:(المرأة نصف المجتمع وتربي نصفه الآخر) ويمتد ذلك إلى المجتمع, والأصل أنها مكلفة بما كلف الله به الرجال إلا ما استثنى الله تعالى الرجال به.
وعلى ذلك فهي مكلفة بالدعوة إلى الله على قدر طاقتها واستطاعتها لمن حولها , ثم إنها الأقرب لأوساط النساء , وهذا يجعل للدعوة أثراً كبيراً , فكيف تختفي الممارسات الخاطئة في أوساط النساء , ومن يقوّم التبرج في اللباس والزينة إن لم تكن المرأة؟ ومن يلبي احتياجات من تبحث عن السعادة ؟ ومن تريد أن تسلك طريق الهداية؟ من لهم إن لم تكن امرأة محتسبة, تنير لهن الطريق فهي على ثغرة.
وباختصار فالمرأة هي الجناح الثاني لحمل هم هذا الدين مع الرجال , قال تعالى: {كُنتُمْ خَيْرَ أُمَّةٍ أُخْرِجَتْ لِلنَّاسِ تَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَتَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنكَرِ وَتُؤْمِنُونَ بِاللّهِ} (110) سورة آل عمران, ولا تتحق استقامة الأفراد إلا بترشيد بعضهم البعض بإذن الله.
والمرأة شاركت منذ عهد النبي صلى الله عليه وسلم في الدعوة بكل صورها, فمنهن من قامت بتثبيت قلب النبي صلى الله عليه وسلم وحمت الدعوة, ومنهن من تحملت الأذى والاضطهاد, ومنهن من هاجرت رضوان الله عليهن جميعاً.
وأنقل لكم نموذجاً رائعاً لإمرأة قامت بواجبها نحو الدين خير قيام تدعى - أم شريك القرشية- أسلمت – والمسلمون قلة- فجعلت تدخل على نساء قريش وتدعوهن وترغبهن في الإسلام حتى ظهر أمرها فأخذوها وقالوا: لولا قومك لفعلنا بك ما فعلنا.


كيف أكون أنا الانسان العادي البسيط ،، الذي بالكاد أقوم بواجباتي مع ربي ،، داعية !؟

# هذه الايام أخذ اسم “داعية” معنىً كبيرا في مفاهيمنا ،، فهو الذي يحفظ القرآن الكريم؟ أم التي تربي أجيالا من طلبة العلم وتعلمهم ؟ أم من اتسمت لحيته بالطول اقتداء بالحبيب صلى الله عليه وسلم ؟

# جميع هذه الصور بلا شك تدعم كون الانسان داعية ،، ولكن وإن لم تتوافر فينا كل هذه الصفات ،، فما زلنا نستطيع أن أكون داعية ..

# قد يغيب عنا أننا جميعا دعاة في هذه الدنيا طالما حملنا تحت عاتقنا هذه الشهادة ( لا اله الا الله محمد رسول الله،، ويختلف التطبيق من شخص لاخر

# في المدرسة عندما أرفض طلب زميلة لي نقل معلومة أثناء الاختبار وأخبرتها سبب رفضي بأسلوب لين ،، أكون قد طبقت مبدأ الأمانة في الاسلام ،، وأصبحت داعية في مدرستي

# عندما أخرج مع صديقاتي ،، وأرفض مشاركتهن سماع الأغاني وألتزم بحجابي الكامل وبلباسي الساتر ,, ،، أكون قد أصبحت داعية مع صديقاتي

# عندما أجد أختي الصغيرة تتعب والدتي في تلبية طلباتها ،، أحدثها وأقنعها بأهمية برالوالدين وعظمهم في ديننا ،، أكون قد أصبحت داعية في بيتي

# ” كان النبي صلى اللهم عليه وسلم إذا استقبله الرجل فصافحه لا ينزع يده من يده حتى يكون الرجل ينزع ، ولا يصرف وجهه عن وجهه حتى يكون الرجل هو الذي يصرفه… ”

# الأمثلة كثيرة ولا تنتهي ،، كلنا دعاة وكلنا نستطيع أن نقدم الكثير في هذا المجال ولو حتى بابتسامة

وأخيرا: أختي الداعية ..
أنت ريحانة النساء , محفوفة بعناية الله تعالى , ذات وجه نضر , فالدعوة إلى الله مقام رفيع , يكفيك ماقاله الله عنك: {وَمَنْ أَحْسَنُ قَوْلًا مِّمَّن دَعَا إِلَى اللَّهِ وَعَمِلَ صَالِحًا وَقَالَ إِنَّنِي مِنَ الْمُسْلِمِينَ} (33) سورة فصلت , فقدرك عالي , وقولك أحسن القول , وأنت من خير الناس لأنك من أنفع الناس للناس , ترشدين إلى الخير وتحذرين من الشر , تقومين بأعظم مهمة , مهمة الأنبياء والصالحين وكفى بذلك والله شرفاً ورفعه.
يصلي عليك الله ويثني عليك كل ملك بل كل حوت , بل حتى النملة في جحرها ويستغفرون لك , وفوق ذلك رضا الله عنك.
يقول صلى الله عليه وسلم (إن الله وملائكته وأهل السموات والأرضين حتى النملة في جحرها وحتى الحوت ليصلون على معلم الناس الخير) رواه الترمذي .
وكأن الكون كله يتعاضد معك , وما ذاك إلا لعظم الأثر, والعمل.
تصبرين على المشقة, وكم للصبر والمصابرة من لذة , صبر على الشهوات وحظوظ النفس وأطماعها وضعفها وإكمال نقصها , وصبر على الناس وأذاهم , وصبر على الفتن .
إن هم الدعوة هم لا تقدر على وصفه الحروف , هم يعقبه انشراح في الصدر وتوفيق من الله , وبركة في العمر والعلم , بشرط أن يتكلل ذلك كله بالإخلاص لله تعالى والحذر من الشهوات الخفية التي تخفض ولا ترفع , والخوف من الدعوة للذات والنفس .
كوني مطمئنة, لا تتراجعي من أول عثرة, فدرب الدعوة يحتاج إلى ثقة بالله.
ضعي نصب عينيك أن النتائج أمرها إلى الله , والمهم التبليغ حتى لا يتسلل الإحباط إلى نفسك , ويثنيك الشيطان عن مواصلة السير.
أختي الداعية..
ما أجمل أن تعلم كل داعية مداخل شخصيتها وقدراتها , فهناك من يفتح لها الباب لإلقاء المحاضرات , والأخرى إقامة الدورات , والثالثة دخول الشبكة , والمهم أن المصب الأخير هو الدعوة إلى الله , فلا تحقري نفسك ولا جهد غيرك , فالكل يحمل شمعة يضئ بها جانباً من جوانب هذا الطريق .
استعيني بالله , واسأليه دوماً التوفيق والسداد , وإذا أشكل عليك شيء فليكن مرجعك أهل العلم فهم منارات هذا الزمن.

وفقنا الله وإياكم لما يحب ويرضى.

المراجع : مقالة قصيرة- بقلم / أحمد الجنيد + حوار مع الأستاذة: حورية القاضي وموضوع (الداعية الناجحة)في (موقع دعوتها )

0 التعليقات:

إرسال تعليق